اتخذت السفارة السعودية في دمشق إجراءا جديدا لمتابعة السياح السعوديين في سورية وحمايتهم من التعرض لعمليات نصب واحتيال، وصلت حد السطو المسلح الأسبوع الماضي في حادثة قد تعزز مخاوف السعوديين الأمنية من السفر إلى سورية.
وقال نائب رئيس قسم الرعايا في السفارة السعودية في سورية هشام الدايل أن السفارة خصصت موظفاً مختصاً يتابع المسجلين في السفارة في خطوة للاطمئنان عليهم، مطالبا السياح السعوديين بتسجيل جوازاتهم، إذ إن معظمهم لا يسجلون جوازاتهم لدى السفارة السعودية في سورية، مما يصعب أيضا معرفة عدد السياح السعوديين.
وقلل الدايل في تصريحات نشرتها صحيفة "الاقتصادية" السعودية من أهمية عملية السطو المسلح التي تعرض لها ستة سياح سعوديين قرب دمشق في إجازة عيد الفطر قائلا "أعمال السطو المسلح لم تصل إلى الظاهرة مقارنة بالفترات الماضية"
وشدد على السعوديين قاصدي الأراضي السورية بغرض السياحة، سرعة الإبلاغ فور تعرضهم لأعمال السطو المسلح من أشخاص مجهولي الهوية وذلك للمتابعة مع الخارجية السورية وملاحقة هؤلاء المجهولين.
وأوضح الدايل أن المواطنين الذين تعرضوا للسطو لم يبلغوا السفارة بما حدث لهم من سطو وسلب ما معهم من أموال، حيث تلقينا البلاغ من أحدهم في وقت متأخر، وبناء عليه تم التحقق من العملية التي تعرض لها المواطنون وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الجهات المختصة في سورية، مشيرا إلى أن الذين تعرضوا للسطو المسلح لم يسجلوا جوازاتهم في السفارة للعودة إليهم في وقت الحاجة ولاطمئنان ذويهم في حال فقدانهم أو اختطافهم.
وكان ستة سعوديين تعرضوا لعملية سلب تحت تهديد السلاح من قبل عصابة ترتدي زي رجال أمن ثاني أيام عيد الفطر داخل الأراضي السورية.
وكانت السفارة السورية في السعودية قالت مؤخرا أن تراجع أعداد السياح السعوديين في سورية هذا العام بنسبة 20 بالمائة مقارنة بالعام السابق يرجع إلى تزايد المخاوف من تعرض السياح السعوديين في سورية لمشكلات أمنية، محملة المواقع الإخبارية الالكترونية المسؤولية عن ذلك، ومعبرة عن انزعاجها الشديد من تداول أخبارا مغلوطة عن تعرض السياح السعوديين لاعتداءات مختلفة على الأراضي السورية.
وقال القائم بالإعمال في السفارة السورية في الرياض قصي مصطفى "للأسف أن هذه المواقع تلقى صدى لأنها بمثابة صحف تابلويد ونقرأها أكثر من الصحف الرصينة".
وأضاف مصطفى "هذا العام تكررت نفس الأخبار المغلوطة والشائعات، ومعظم ما ينشر في المواقع الإلكترونية غير صحيح، وهي تعمل لإحداث شرخ بين الشعبين، بلاشك تحدث حوادث فردية لا يمكن تعميمها".
وأوضح أن السياح السعوديون في سورية معظمهم من متوسطي الدخل، مبينا أن السياح العزاب والذين يذهبون لأماكن مشبوهة يضعون أنفسهم في دائرة الخطر سواء بدمشق أو أي مكان آخر، مما يسبب المشاكل نتيجة سلوكهم غير الواعي وغير المسؤول وبالتالي يدخلون دائرة الخطر والاعتقال".
ونفى مصطفى تغير تعامل سلطات الأمن السورية مع السياح السعوديين نتيجة الخلاف السياسي بين البلدين، مرجعا سبب ظهور مشاكل السياح السعوديين إلى تسليط وسائل الإعلام للضوء على هذه المشاكل في حين كان الحديث عنها سابقاً، لا يصل إلى وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن مشاكل المقيمين السوريين في المملكة تفوق مشاكل السعوديين في سورية كنتيجة طبيعية لأعدادهم التي تتجاوز النصف مليون مقيم.
وشدد على حرص السفارة على عدم إثارة مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام السورية لرغبة السفارة في تطويق المشكلات وعدم السماح بتفاقمها.