إذا كان رمضان يعني الامتناع عن المأكولات والمشروبات خلال النهار، فإن معظم المسلمين في مصر يكونون في مزاج احتفالي ليلا.
وفي كل عام تعد الفنادق والمنتجعات برامج خاصة لرمضان تجتذب مئات الرواد حيث يقوم نجوم مصريون بتسلية حتى الساعات الاولى من الفجر في خيام رمضانية.
لكن تظل المسلسلات التلفزيونية هي التسلية الرمضانية الرئيسية في مصر.
وعلى الرغم من أن المسلسلات المصرية التقليدية كوميدية الطابع في الغالب، إلا أن بعضها يعد لايصال رسائل معينة.
ويتعرف المصريون بواسطة هذه المسلسلات على صفحات من تاريخهم أو يتعاطفوا مع رموز تاريخية قديمة.
وأظهر مسلسل (الملك فاروق) الذي عرض في رمضان قبل عامين أنه كان مقسما بين ولائه لبلده وبين فساد الحاشية المحيطة به.
وتقول أسماء نادين أن هذا الصورة كانت كشفا حقيقيا بالنسبة للشباب "تحت سن الثلاثين من جيلي".
وتضيف نادين "صور الملك فاروق في كتبنا التاريخية على أنه مستبد فاسد لم يهتم بشعبه وباع البلاد للبريطانيين".
ويشاهد المصريون المسلسلات التلفزيونية بشغف شديد طوال العام وهم مولعون بها كثيرا، حتى أن كتاب الاعمدة الصحفية يشيرون إلى قصص المسلسلات التلفزيونية للتعليق على القضايا الاجتماعية والدينية والسياسية وتحليلها. وقد عاد ممثلون سينمائيون مخضرمون، أمثال محمود يس وليلى علوي ونور الشريف، إلى المسلسلات التلفزيونية للمحافظة على وجودهم في الساحة الفنية. وعلى الرغم من أن المسلسلات تحقق نجاحا طوال العام، إلا أن نجاحها يكون باهرا خلال رمضان. ويبدأ انتاجها في وقت مبكر من العام، حيث تسعى كل شركة انتاج للحصول على أفضل أوقات المشاهدة عقب الافطار وأكثر الممثلين انتشارا، وبالطبع أفضل الشركات المعلنة. وكان بوسع المصريين هذا العام الاختيار من بين حوالي 50 مسلسلا عرضت خلال رمضان.
وما أن تفطر العائلة المصرية حتى تتجمع بكاملها دون حول التلفزيون، يشربون العصير وشاي النعناع ويأكلون الحلويات ويتشاركون في طقس مشاهدة مسلسلهم المفضل.
وشجعت السلطات المصرية المنتجين هذا العام على تناول موضوعات وطنية وقضايا تتعلق بالصراع في الشرق الاوسط.
ويصور مسلسل (أنا قلبي دليلي)، حول حياة المغنية المصرية ليلى مراد، الصراع العاطفي والنفسي الذي عاني منه اليهود العرب بين البقاء في البلاد العربية التي عاشوا فيها لقرون وبين دعوة الصهيونية للاقامة في دولة اسرائيل المؤسسة حديثا.
وكانت ليلى مراد، النجمة المغنية خلال الاربعينات والخمسينات، تنحدر من عائلة يهودية مصرية وتحولت إلى الاسلام. وحتى بعد نهاية رمضان ستظل بعض المسلسلات الرمضانية حاضرة؛ حيث ستعاد الأكثر نجاحا من بينها طيلة العام محققة المزيد من العائدات للشركات المنتجة، أما المسلسلات التي تتكون من أكثر من 30 حلقة سيتواصل عرضها خلال أيام العيد.
- بي بي سي العربية20-9-2009