حوار مع صديقي الملحد

image(مقدمة: كتاب حوار مع صديقي الملحد) ..لأن الله غيب .. ولأن المستقبل غيب .. ولأن الآخرة غيب .. ولأن
من يذهب إلى القبر لا يعود .. راجت بضاعة الإلحاد .. وسادت
الأفكار المادية .. وعبد الناس أنفسهم و استسلموا لشهواتهم
وانكبوا على الدنيا يتقاتلون على منافعها .. وظن أآثرهم أن ليس
وراء الدنيا شيء وليس بعد الحياة شيء .. وتقاتلت الدول الكبرى
على ذهب الأرض وخيراتها .. وأصبح للكفر نظريات وللمادية
فلسفات وللإنكار محاريب وسدنة وللمنكرين آعبة يتعلقون
بأهدابها ويحجون إليها في حلهم وترحالهم .. آعبة مهيبة يسمونها
"العلم.."
وحينما ظهر أمر" الجينوم البشري" ذلك الكتيب الصغير من خمسة
ملايين صفحة في خلايا آل منا والمدون في حيز خلوي
ميكروسكوبي في ثلاثة مليارات من الحروف الكيميائية عن قدر
آل منا ومواطن قوته ومواطن ضعفه وصحته وأمراضه .. أفاق
العالم آله آأنما بصدمة آهرباية .. آيف ؟ .. ومتى ؟ .. وبأي قلم
غير مرئي آتب هذا "السفر" الدقيق عن مستقبل لم يأت بعد ..
ومن الذي آتب آل تلك المعلومات .. وبأي وسيلة .. ومن الذي
يستطيع أن يدون مثل تلك المدونات.
ورأينا آلينتون رئيس أآبر دولة في العالم يطالعنا في التلفزيون
ليقول في نبرات خاشعة : أخيراً أمكن جمع المعلومات الكاملة
عن الجينوم البشري وأوشك العلماء أن يفضوا الشفرة التي آتب
الله بها أقدارنا..
هكذا ذآر " الله " بالاسم في بيانه..
نعم.. آانت صحوة مؤقتة .. أعقبها جدل .. وضجيج .. وعجيج ..
وتكلم الكثير .. باسم الدين .. وباسم العلم .. واختلفوا..
وعادت الأسئلة القديمة عن حرية الإنسان .. وهل هو مسيَّر أم
مخيَّر..
وإذا آان الله قدّر علينا أفعالنا فلماذا يحاسبنا ؟!
ولماذا خلق الله الشر..
وما ذنب الذي لم يصله قرآن..
وما موقف الدين من التطور.. ولماذا نقول باستحالة أن يكون
القرآن مؤلفا..
وعاد ذلك الحوار القديم مع صديقي الملحد ليتردد .. وعادت
موضوعاته .. عن الجبر والاختيار .. والبعث .. والمصير .. والحساب
.. لتصبح مواضيع الساعة..

وتعود هذه الطبعة الجديدة في وقتها وميعادها .. لتشارك في حل
هذا اللغز .. ولتعود لتثير الموضوع من منطلق العلم الثابت
والإشارات القرآنية .. واليقين الإلهي الذي لا يتزلزل.
جاء آتابنا مرة أخرى .. في ميعاده..
ومرحبا مرة أخرى بالحوار الهادئ البناء.

(مصطفى محمود)

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم