بعض الزملاء يعتبر تبني رأي مخالف لآراء الغالبية الساحقة، هو شكل من أشكال الانتحار الإعلامي.
حسناً، يبدو أنني اليوم أخوض شيئاً مما تحدث عنه الزملاء.
الحديث التلفزيوني الذي أدلى به الشاب الذي بات لقبه بعد ذلك (المجاهر بالمعصية)، كان مقززاً، ليس من باب ادعاء الفضائل والتمظهر بالصلاح، لكنه حديث لا ينشر في القنوات العامة، حتى في الغرب، حيث تتسع دائرة العلاقة بالجنس، وتضيق دائرة المحرمات.
والخطأ الذي ارتكب ببث تلك السفاهات، وهاتيك الحماقات، لا يمكن تبريره، فالفارق بين الحرية والوقاحة قد يبدو دقيقاً، لكنه شاسع بطبيعة الحال.
غير أني رغم تحفظي واشمئزازي من المقطع الذي شاهدته للشاب السعودي، وهو يتحدث بفخر عن جولاته ومعاركه الفحولية، أرى أن إغلاق مكاتب القناة التي بث ت البرنامج، ليس إجراءً صحيحاً بتاتاً.
قيام جهات مدنية برفع دعوى ضد الشاب الذي أساء لمجتمعه وجيرانه، ونشر ما اتسخ من غسيله، كان إجراءً متحضراً، يعكس تفاعل المجتمع عبر سلوك مدني، مع قضية تسببت لآحاد الناس بالضرر، أما إغلاق القناة بالشمع الأحمر، فهو إجراء لا يحل المشكلة بقدر ما يعززها، من وجهة نظر العبد الفقير إلى الله.
لقد كان تعبير الناس عن امتعاضهم كافياً، لردع هؤلاء وأولئك وغيرهم عن تكرار خطأ في حق مجتمع، ظنوا أن بقاء أحاديثه ردحاً من الزمن سراً من الأسرار، سيجعل إظهار بعض غريبها سبقاً صحفياً.
لا يوجد رادع أقسى من رادع الناس، وقد عبر الناس عن موقفهم بجلاء من القضية، فلماذا نغلق مكتب قناة، أو نمنع نشر صحيفة أو نوقف توزيع كتاب؟!
ليس لي في تلك القناة ناقة ولا جمل، لكني أحسب أننا يجب أن نكون معتدلين في العقوبة، وألا نفجر في الخصومة، لنعكس أخلاقنا، ونعبر عن اتزاننا، والمتزنون، وحدهم من يربحون المعارك، مع أقل نسبة يمكن تحقيقها من الخسائر. وسلامتكم!
صحيح لماذا؟
ردحذف