قابلت سيدة عربية درست هي وزوجها في الغرب، قالت إنها في لندن فتشت عن قابلة لتقوم بجراحة الختان لبنتيها، متبعة بذلك التقاليد العربية في بلادها مخالفة القانون البريطاني الذي تقيم على أرضه، سألتها لماذا تفعل هكذا ببناتها وهي السيدة المتعلمة والتي تعرف مدى مخاطر تلك الجراحات وتعرف أن هذه قيمة لا تمت للأخلاق الدينية بشيء، قالت لي متباهية بفعلها: نحن مثلكم قبائل، وإن لم أفعل هكذا فلن يتزوج بناتي أبناء عمومتهن.
السيدة الأخرى العربية التي قابلتها كانت هي من أجريت لها جراحة ختان، وقد كبرت وتخصصت في أمراض «نساء وولادة»، حدثتني عن آثار مثل هذه الجراحات بالبرهان العلمي الذي درسته والعملي الذي اختبرته، قالت إنها جراحة متوحشة تلغي حياة النساء بالكامل. على رغم هذا لم تقم أي منظمات عربية بمواجهة تلك الجراحات القسرية التي تجرى على النساء، بدءاً بالختان، ومروراً بزواج القاصرات، وانتهاء اليوم بشكل النقاب الذي يعلن كحجاب إسلامي قسري، هذه القضايا التي هي محض تقاليد مجتمعية يتم الدفاع عنها وحمايتها باسم الدين ويخوف البعض من خوض النقاش فيها، لأنها تضخم حتى يكاد النقاش فيها يدخل ضمن المساس بثوابت لا تمس البرقع في فرنسا اليوم، يصطدم بقانون نظام غربي، فيحظر في المدارس، وفي مؤسسات العمل، وتدافع منظمة حقوق الإنسان عنه من جانب نظري، لا تفهم أبعاده الثقافية الحقيقية، لكن يدافع عنه من باب احترام الحرية في التعبير، وأن حظر النقاب في فرنسا لا يحرر النساء بالضرورة، بينما يدافع أصحاب نظريات الحجاب القسري عن حق المسلمات في لبس النقاب كحرية شخصية وأن النساء لا يجبرن على فعله بل يخترنه. فمن يستطيع شرح المسألة من الداخل، من داخل مجتمع المنقبات أنفسهن؟ وهل هن من يدافع عن حق تعبيرهن عن لبسهن النقاب هن المنقبات أم هم حراس التقاليد؟لسنا ضد حق التعبير الديني، ولسنا ضد الأخلاق الدينية، لكن النساء المنقبات والملزمات بأشكال حصرية من الثياب كالعباءات السوداء، وغطاء الوجه بالكامل، والعباءة التي فوق الكتف، وغطاء الكفين والقدمين بالقفازات لا يمارسن خياراتهن الشخصية في حجابهن بحسب الاختلاف في المذاهب الأربعة، إنما يتبعن تقاليد يتسبب التمرد عليها في حرمانهن وعقابهن بطرق عدة. أعرف أماً لا تسمح لابنتها بالخروج من البيت لأنها تضع عباءتها على كتفها وليس على رأسها مع أنها تغطي وجهها وجسمها بالكامل فماذا يسمى هذا؟ إن الفتاة التي تحرم عطف والديها إذا لم تتبع طريقة الحجاب السائد أو المعتقد به، وتحرم من حيازة درجات علمية من مدرساتها، ومن وظيفة في حكومة بلادها، ولا يتزوجها أحد، إن لم تتبع طريقة واحدة لا غيرها من الحجاب لا تختار شكل حجابها، ولا تعبر عن حريتها الشخصية! فكيف نقول بأن النساء حتى في فرنسا عندما يلتزمن بنقاب يخفي كل معالم وجوههن، يخترنه بحرية، ولايخترن حجاباً أكثر يسراً يجيزه الفقه الإسلامي، الذي يؤكد أن جوهر الحجاب هو الحشمة وليس حجب كرامة المرأة وامتهان إنسانيتها!* نقلا عن "الحياة اللندنية"
السيدة الأخرى العربية التي قابلتها كانت هي من أجريت لها جراحة ختان، وقد كبرت وتخصصت في أمراض «نساء وولادة»، حدثتني عن آثار مثل هذه الجراحات بالبرهان العلمي الذي درسته والعملي الذي اختبرته، قالت إنها جراحة متوحشة تلغي حياة النساء بالكامل. على رغم هذا لم تقم أي منظمات عربية بمواجهة تلك الجراحات القسرية التي تجرى على النساء، بدءاً بالختان، ومروراً بزواج القاصرات، وانتهاء اليوم بشكل النقاب الذي يعلن كحجاب إسلامي قسري، هذه القضايا التي هي محض تقاليد مجتمعية يتم الدفاع عنها وحمايتها باسم الدين ويخوف البعض من خوض النقاش فيها، لأنها تضخم حتى يكاد النقاش فيها يدخل ضمن المساس بثوابت لا تمس البرقع في فرنسا اليوم، يصطدم بقانون نظام غربي، فيحظر في المدارس، وفي مؤسسات العمل، وتدافع منظمة حقوق الإنسان عنه من جانب نظري، لا تفهم أبعاده الثقافية الحقيقية، لكن يدافع عنه من باب احترام الحرية في التعبير، وأن حظر النقاب في فرنسا لا يحرر النساء بالضرورة، بينما يدافع أصحاب نظريات الحجاب القسري عن حق المسلمات في لبس النقاب كحرية شخصية وأن النساء لا يجبرن على فعله بل يخترنه. فمن يستطيع شرح المسألة من الداخل، من داخل مجتمع المنقبات أنفسهن؟ وهل هن من يدافع عن حق تعبيرهن عن لبسهن النقاب هن المنقبات أم هم حراس التقاليد؟لسنا ضد حق التعبير الديني، ولسنا ضد الأخلاق الدينية، لكن النساء المنقبات والملزمات بأشكال حصرية من الثياب كالعباءات السوداء، وغطاء الوجه بالكامل، والعباءة التي فوق الكتف، وغطاء الكفين والقدمين بالقفازات لا يمارسن خياراتهن الشخصية في حجابهن بحسب الاختلاف في المذاهب الأربعة، إنما يتبعن تقاليد يتسبب التمرد عليها في حرمانهن وعقابهن بطرق عدة. أعرف أماً لا تسمح لابنتها بالخروج من البيت لأنها تضع عباءتها على كتفها وليس على رأسها مع أنها تغطي وجهها وجسمها بالكامل فماذا يسمى هذا؟ إن الفتاة التي تحرم عطف والديها إذا لم تتبع طريقة الحجاب السائد أو المعتقد به، وتحرم من حيازة درجات علمية من مدرساتها، ومن وظيفة في حكومة بلادها، ولا يتزوجها أحد، إن لم تتبع طريقة واحدة لا غيرها من الحجاب لا تختار شكل حجابها، ولا تعبر عن حريتها الشخصية! فكيف نقول بأن النساء حتى في فرنسا عندما يلتزمن بنقاب يخفي كل معالم وجوههن، يخترنه بحرية، ولايخترن حجاباً أكثر يسراً يجيزه الفقه الإسلامي، الذي يؤكد أن جوهر الحجاب هو الحشمة وليس حجب كرامة المرأة وامتهان إنسانيتها!* نقلا عن "الحياة اللندنية"
القسم:
مقالات