العراق إلى أين؟



لا يزال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مصمم على احتكار السلطة في العراق حتى وإن كان الثمن استمرار حالة الفوضى وانعدام الأمن والمزيد من إراقة الدماء . وقد أمعن في سبيل التربع على عرش السلطة في تصفية خصومه السياسيين من السنة وتوزيع تهم الإرهاب والقتل ودعم القاعدة على زعمائهم لإزاحتهم من الطريق في تكريس مقيت للطائفية واحتكار للنفوذ. وكان على رأس اللائحة التي يستهدفها المالكي نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي اتهمه بارتكاب جرائم قتل .وفي ظل الظروف الراهنة في العراق وغياب العدالة أصبح من السهل تلفيق التهم وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب ولن يستطيع أحد في العراق التشكيك باتهامات المالكي لخصومه فقد تحول لدكتاتور ينقض بشراسة على من يعارضه أو يقف في وجهه. وقد دفع هذا بالهاشمي للرحيل واللجوء لكردستان ثم تركيا طلباً للحماية. وقد أبدى الهاشمي استعداده للمثول امام القضاء ولكن في اقليم كردستان وليس بغداد بعد يوم من صدور مذكرة الإعتقال الدولية بحقه شرط ضمان أمنه وأجراء محاكمة عادله له حتى لا يتكرر معه السيناريو الذي حدث في محاكمة الرئيس السابق صدام حسين وبقية الزعماء السنة .وبعد أن رفضت تركيا رسمياً تسليم الهاشمي لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي خرج الأخير ليتهم تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة. والغريب أن المالكي لم يتذكر في حديثه عن التدخلات الخارجية القوات الأمريكية التي استباحت أرض العراق ودمرت اقتصادها وسلبت ثرواتها ولا التدخلات الإيرانية المسكوت عنها من قبل الأحزاب الشيعية التي تشكل الحكومة .فهل أصبحت تركيا التي ترفض طائفية المالكي فجأة هي من يساهم في معاناة المواطن العراقي و زيادة الخلافات بين القوى السياسية في العراق ؟

في الوقت الذي يوزع رئيس الوزراء العراقي التهم على الدول المجاورة و معارضيه وخصومه السياسيين من السنة ويضيق الخناق على العراقيين الشرفاء يتجاهل جرائم القتلة و الإرهابين من جماعة بدر وجيش المهدي وغيرهم الذين تورطوا في أعمال إرهابية وتهجير قسري للقرى السنية وجرائم أبادة راح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين السنة مما يؤكد طائفتيه . الأمال معقودة بالشرفاء من أهل العراق الذين يرفضون حكم المالكي ويرفضون التدخلات الإيرانية في أرض العراق بأن تتظافر جهودهم في تغيير هذا الواقع المؤلم ومحاسبة هذا الطاغية على جرائمه ومن يتستر عليهم من القتلة والمجرمين وناهبي ثروات البلاد لأنهم أصبحوا يشكلون خطر على العراق ووحدة شعبه.

بقلم: د. نوف علي المطيري

إرسال تعليق

أحدث أقدم